تبحث الدكتوره وفاء عبد الجواد أستاذ الصحة النفسية المساعد بكلية التربية بجامعة حلوان في التعلم من أجل الحكمة فتوضح أن مفهوم الحكمة Wisdom من أقدم المفاهيم التي عرفتها البشرية، حيث يعود في أصوله التاريخية إلى خمسة آلاف عام، وقد ظل إلى زمن بعيد موازيًا لمفهوم الفلسفة Philosophy إلا أنه دخل في مجال علم النفس حديثا، فأصبح ينظر إليه على أنه عملية عقلية وليس مفهومًا فلسفيًا، وتعد الحكمة مظهرًا من مظاهر القوى الانسانية الإيجابية للفرد وتتضمن توظيف الصالح الشخصي والصالح العام، ويتفق بعض الباحثين، فهي مفهوم متعدد الأبعاد، وقد تزايد الاهتمام بدراسة الحكمة في العقدين الماضيين في الثقافة الغربية، ومازالت في مرحلة مبكرة، وتعد الحكمة أفضل صور التكامل بين الجوانب المعرفية والوجدانية والمهارات والخبرات وتوظيفها من أجل تحقيق الصالح العام وذلك من خلال تحقيق التوازن بين مصالح الفرد الشخصية ومصالح الآخرين والصالح العام، وتتأثر الحكمة بكل من العمر والمهنة وسياق المهنة والبيئة الداعمة، وتتسم الشخصية الحكيمة بالخصائص الآتية:- القدرة المعرفية، فهم القضايا المعقدة بعمق، القدرة على التفكير الناقد حول الموضوعات، القدرة على التفكير المنطقي حول المشاكل، القدرة على البحث عن المعلومات, القدرة على معرفة وجهات نظر الآخرين، تجاوز المصالح الشخصية، القدرة على حل المشكلات، الاهتمام بالآخرين، وترتبط الحكمة ارتباطًا دالا موجبًا بكل من قوة الأنا، التنظيم الانفعالي، الانفتاح على الخبرة، الانبساطية، الابداع، أساليب التفكير، كما ترتبط الحكمة بالبيئة الاجتماعية للطفولة المبكرة وترتبط إرتباطًا دالا بالتعاطف، والضبط الذاتي، والاستبصار.